هي قصة واقعية جرت حوادثها في لندن و روت الصحف قصتها تحت عناوين عريضة.....هي قصة فتاة صغيرة، وقفت منذ 30 عاما ترقب في فزع و رعب شديدين أمها وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة على كرسي الجراحة في عيادة جراح الأسنان، إذ أصيبت الأم المسكينة بنوبة قلبية مفاجئة أثناء إنهماك الجراح في علاج أسنانها......
ترك الحادث المؤلم في نفس الطفلة أثرا عميقا، زادته السنين عمقا على عمق، حتى كبرت و أصبحت إمرأة ناضجة و لاعبة تنس مشهورة.......
إلى أن جاء يوم أصيبت فيه بآلام في أسنانها، و لكنها ما لبثت استبعدت فكرة الذهاب إلى جراح الأسنان، و آثرت أن تتحمل آلامها، فكانت زيارة الطبيب بالنسبة لها أشبه ما يكون من يسعى إلى حتفه بقدميه.....
و ظلت الفتاة تعيش مع مخاوفها، برغم ما أكدته التقارير الطبية من أن وفاة أمها كانت طبيعية و لم يكن للطبيب أي دخل فيها .......
و لكن آلام الأسنان عادت تلح عليها ، حتى باتت تشكل خطرا على صحتها و حياتها إن بقيت في عنادها هذا على مقاطعة عيادات جراحي الأسنان ....
و اضطرت الفتاة أخيرا إلى الذهاب إلى (عيادة الموت) كما كانت تسميها...ذهبت حاملة معها كل مشاعر الخوف و الهلع، إلا أنها حرصت على اصطحاب طبيبها الخاص إذا دعا الداعي.........
وجلست الفتاة على كرسي الجراحة كما فعلت أمها منذ ثلاثين سنة..و ماكاد يستقر
بها المقام ، و قبل أن يبدأ الطبيب في فحص أسنانها أحست الفتاة المسكينة برعشة قوية تسري في جسمها ، ثم مالبثت أن توقف قلبها؛ و ماتت لساعتها.
و جاء في تقرير الطبيب المرافق الذي فحص جثمانها الهامد، أن الوفاة كانت نتيجة نوبة قلبية مفاجئة ، رغم أنها لم تكن تشكو من أي علة في قلبها، فقد كانت فتاة تتمتع بصحة جيدة و نجمة من نجوم الرياضة.
و هكذا قتلها الخوف بعد أن عاشت 30 عاما معه.